بعد الانتشار الواسع لهذهـ المسلسلات

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد الانتشار الواسع لهذهـ المسلسلات وبعد ما سمعت من حالات الطلاق والمصائب التي حلت
بنا في وطننا العربي بسببها وجدت من واجبي أن أطرح عليكم هذا الموضوع وأتمنئ أن ينال أعجابكم .

يحز
في نفسي كثيرا رؤية التأثير الكبير لبعض المسلسلات التلفزيونية في مجتمعنا
بصورة خاصه وفي مجتمعتنا العربيه بصورة عامه بحيث تصبح حديث الناس ومحل
اهتمامهم في مناقشاتهم اليومية والأخطر من ذلك هو إن يكون أبطال تلك
المسلسلات بسلوكياتهم المخالفة للشرع وللقيم الإسلامية نموذجا يحتذى به
وينظر إليه بكثير
من الإعجاب والاحترام من مختلف الأعمار.
كانت المسلسلات المدبلجة وما زالت موضوعاٌ دسماٌ لكثير من الكتاب العرب
فالاهتمام بهذه المسلسلات فاق التصور حتى بتنا نسمع عن تغيير المئات من الفتيات
أسماءهن إلى أسم بطلة المسلسل وتسمية المواليد بأسماء أبطال المسلسل ذكوراٌ
وإناثا وحالات طلاق وخلافات زوجية بسبب الإعجاب بأبطال هذه المسلسلات وكذلك
انتعاش السياحة الى تركيا حتى أصبح الحجز مستحيلاٌ لأشهر قادمة!!


أن التفكير بتمعن في الظواهر السابقة لأثر المسلسلات على المجتمع يقود الى
استنتاج خطير وهو أن بعضنا سهل الانقياد وقابل للغزو ثقافياٌ فتغيير الاسم أو تسمية
المواليد الجدد تيمناٌ بأسماء أبطال هذه المسلسلات دليل على التقليد الأعمى وعدم التفكير

وهو ناتج تربية أسرية تدعوا الى الطاعة العمياء بدون نقاش أو حوار وأسلوب تعليم يدعوا الى
مثل ذلك ويتمثل في حفظ المعلومات واسترجاعها بدون ترك أثر على شخصية المتعلم أو نمو
لفكره وينتج عن ذلك أشخاص ثقافتهم هشة اعتادوا التقليد ولا يعتزوا بهويتهم الإسلامية ولا انتمائهم الوطني.
كماهو
واضح اصبح لدينا شعور خفي ان نشر المسلسلات التركيه في كل الاذاعات
العربيه الاسلاميه انماهو لغرس العلمانيه في المجتمعات الاسلاميه على المدى
البعيد الذي لانراه الان لقتل الدين في نفوس المسلمين ونحن نعرف معنى
العلمانيه وهي فصل الدين عن الدوله بحيث يكون كل شىء مباح بالقانون وليس
بالدين وهذا هوالي صاير في تركيا وبهذا تكون اقرب الى اوروربا من المسلمين
اذن كيف نثق بهم يجب محاربه هذة الثقافه الجديدة التي ستقضي على الشرف
والعفه العربيه

كما يدل الانبهار بأبطال وما يتحلون به من رومانسية على عطش الزوجين العاطفي
وتصحر الحياة الزوجية في كثير من البيوت العربيه ومرد ذلك الى التربية بالقدوة فالزوجان يتصرفان

عاطفياٌ على الأغلب بنفس الطريقة التي اعتادا على رؤيتها بين والديهما بما أمر به ديننا الحنيف من
قيام الزواج على المودة والرحمة.


والخطير في هذه المسلسلات المدبلجة متابعة الصغار والشباب سريعي التأثر بها وهي تروج أفكاراٌ
مخالفة لشرع كالعلاقات غير الشرعية كما تصور بطلات المسلسلات وهن يرتدين ملابس قصيرة
فاضحة فتكون شبه عارية مما يدعوا كثير من الفتيات الى تقليدهن وخاصة مع إعجاب أبطال المسلسل بهن.


إن هذه المسلسلات وأمثالها تدس السم بالعسل فجمال الممثلين وجودة التمثيل والإخراج يشد
المشاهد ويدعوه الى الإعجاب والتعاطف مع الممثلين والقناعة لا شعورياٌ بما يفعلونه ومع تكرار
المشاهدة يصبح سلوكهم مقبولاٌ حتى ولو كان مرفوض شرعاٌ فيسهل عندها مخالفة الشرع أو عدم
استنكار سلوك من يخالفه وهو ما لا يجب السكوت عنه ويحتاج الى وقفة حازمة لإيقافه كحل سريع




أما
الحلول طويلة المدى فتمثل ضرورة إحداث تغيير في سبل التربية ووسائل
التعليم في بلادنا و في البلاد العربيه ككل لتنتج أشخاص يعملون بتفكيرهم
وليس بما يشاهدون فلا يكونوا قطعاناٌ تسهل قيادتهم...



و في نهاية الموضوع أريد أن أقول بأننا لا ننكر دور تركيا الايجابي إتجاه قضيانا ،، فتركيا دوله إسلاميه أيضا ،،
ولكن هذا لا يدعونا إلي أن نتخلى عن قيمننا الاسلاميه الرائعه...